رواية حكايات النصيب الفصل السادس 6 بقلم ميار خالد
#رواية_حكايات_النصيب
#الكاتبة_ميار_خالد
الجزء السادس
ولف بعصبية ووقتها شاف أنجي اللي كانت واقفة بتسمعه وعيونها كلها خوف..
بصلها بعدم إهتمام وبعد عيونه عنها وقال بطرف عينه من غير ما يرجع بعيونه ليها:
- شايفك كويسة، يعني مبقاش في داعي تفضلي هنا
= سبحان الله اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكش من شوية
أتحرك عمر بعصبية وقال :
- أنتِ لسانك ده إيه!! لولا أني موجود كان زمانك اتخطفتي ومحدش يعرف عنك أي حاجه المفروض تشكريني مش تكلميني بالوقاحه دي! المفروض يكون عندك ذوق
- بلاش تتكلم عن الوقاحه وأنت جايبني هنا غصب عني! وقبل ما تتكلم عن الذوق روح عرّف مامتك يعني إيه ذوق أصلا!
بصلها بنفس عصبيته، وفي لحظة حس أنه هيخرج عن سيطرته، ووصل غضبه لدرجة أنها حست بالغليان اللي ظهر في عيونه من كلامها، عشان كده اتراجعت عن موقفها الحاد وقالت بقلق:
= أنا جيت عشان أخد الموبايل بتاعي وامشي
وقبل ما تتحرك من مكانها عمر مسكها من أيديها بعنف وقال:
- مش أنا قليل الذوق، روحي أنتِ دوري على موبايلك بنفسك بقى مليش دعوة
صرخت فيه أنجي من غير ما تركز لكلامها:
= صحيح هستنى إيه من واحد رد سجون!
والكلمة دي كانت بمثابة النار اللي ولعت في كل حاجه، وأولهم قلب عمر، بصلها بعيون مخيفة وكلها كتمان لغضب لو خرج هيحرقها هي أول واحدة، قال:
- عشان الكلمة دي أنا ممكن اقتلك وأنتِ واقفة قدامي دلوقتي، وصدقيني مش هروح في ستين داهيه ولا هاخد فيكِ يوم أصلا، أنا هوريكي شغل رد السجون عامل إزاي
أنجي بصتله بخوف وقالت:
= مش فاهمه؟!
- أنا لحد أخر وقت كنت بتعامل معاكي بالذوق، بس واضح أن طريقتي من البداية كانت غلط، ومفيش خروج من البيت ده، أنا هخليكي تعيشي حياة رد السجون وأنتِ حره!
أنجي بصتله بعيون مصدومه وندمت على كلامها ولكن للاسف مكنش ينفع تتراجع عنه لأنه اتقال وخلاص، قالت بخوف:
- هات الموبايل بتاعي أنا عارفه أنه معاك
قال ببرود:
مفيش موبايلات
وسحبها من أيديها ودخل بيها للبيت تاني، والمره دي أول ما ماجده شافته صرخت فيه:
= إيه اللي جاب قليلة التربية دي هنا! خرجها من بيتي
قال ببرود وهدوء:
- أنجي هتكون ضيفة عندنا فتره كده، بس مش ضيفة عادية، تقدري تقولي أنها هتعيش جو السجن في البيت ده، عشان تبقي تتكلم وتقول رد السجون كويس!
أنجي بصتله بقلق وخوف وقالت:
- أنا أنا مكنش قصدي أنا أسفه
قال عمر بنفس البرود:
- وأنا مش قابل أسفك
وسحبها وراه بعنف ودخلها الاوضة اللي كانت فيها وقفل عليها بالمفتاح وسابها تصرخ باعتراض وغضب، رجع لوالدته تاني وقال:
- لو عرفت أنها خرجت أو أنتِ فتحتي لها هتحصل مشكلة كبيرة، وأنا لحد دلوقتي بحاول مخرجش كل العصبية اللي جوايا، بلاش تحصل أي حركة تخليني أخرج عن سيطرتي
ماجده بصتله بقسوة وقالت:
= وأنت فاكر أني هقعدلك دقيقة واحده في البيت ده والبنت دي هنا! أنسى أنا همشي أنا مش حِمل مصايب تاني وصدقني لو دخلت السجن تاني أنا مش مسؤولة
- شكلك أنتِ اللي نسيتي أنا دخلت السجن في إيه وعشان إيه ودخلت مكان مين!
ماجده ردت بنفس القسوة:
= أنت الكبير كان لازم تستحمل، أخوك مكنش هيستحمل السجن كان هيموت جوه
سكت للحظات بعدين قالها وظهرت دموع في عيونه:
- وأنا كمان كان ممكن أموت! خلتيني أنا اللي أشيل كل حاجه وهو هربتيه بره مصر، أنتِ انانيه فكرتي فيه هو بس، ومش بس كده كمان خلتيني أدخل وسطهم، خلتيني اتلوث بقذارتهم عشان تداري على عمايل إبنك
ماجدة بصتله بقلة حيلة ومعرفتش ترد عليه، هي عارفه أنها مكانتش عادلة معاه، بس في نفس الوقت مكنش ينفع تضحي بابنها التاني وأخو عمر الصغير، سرحت بذكرياتها وافتكرت اللي حصل وقتها، في فتره بدأت تلاحظ تغير مراد وطريقته برغم أن كان عُمره ١٨ سنه بس وعمر كان عنده ٢٠ سنه، بسبب غياب الأب اللي اتوفي قبل سنين وانشغال عمر وماجده في حياتهم مراد دخل وسط ناس أقل ما يقال عنهم أنهم مافيا، وكانت أول مهمه جديه ليه أنه يقتل شخصية معينه! ماجده افتكرت كل حاجه وخصوصاً في اليوم اللي رجع فيه مراد بالمصيبة دي، كان خايف ومرعوب وعيونه كلها خوف ودموع، ووقتها مكنش قدامها حل تاني غير أنها تسلم عمر مكان مراد للبوليس عشان تحمي أبنها، مع أن عمر كمان أبنها ولكن فكرها الغريب صوّر لها أن عمر أقوى من مراد عشان كده هيقدر يستحمل، ورمت عمر في وش المدفع ووش المافيا عشان تحمي مراد وسافر برا البلد..
ولما فاقت من ذكرياتها بصت لعمر تاني وقالت بعِناد:
- لسه برضو شايفة أنك أقوي من مراد وأن قراري كان صح لما خليتك أنت تشيل كل حاجه
وقبل ما يرد عليها عمر جالهم صوت تكسير ازاز قوي من الاوضة اللي فيها أنجي!!
يتبع..